تركيا والصين تعدان باكستان لحروب المستقبل
تبذل الصين وتركيا قصارى جهدهما لتعزيز ترسانة باكستان الدفاعية، حتى مع استمرار تراكم الديون الخارجية للبلاد

ترجمة- "السياق":
تبذل الصين وتركيا قصارى جهدهما لتعزيز ترسانة باكستان الدفاعية، حتى مع استمرار تراكم الديون الخارجية للبلاد، وتجد حكومة عمران خان نفسها في موقف صعب مرة أخرى، قبل الاجتماع العام لمجموعة العمل المالي (FATF)، الهيئة العالمية لمراقبة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقدمت الصين السفينة الحربية الثانية من طراز " Iron Brotherالأخ الحديدي" لباكستان في شنغهاي في يناير الماضي، واحتفلت تركيا، حليف باكستان الآخر في كل الحالات، أيضاً بتسليم السفينة الثالثة من طرادات فئة MILGEM "المشروع التركي لبناء السفن الحربية" للبحرية الباكستانية في حوض بناء السفن البحري في إسطنبول.
أُطلقت الصين الفرقاطة الثانية من طراز 054 Class في حوض بناء السفن بمدينة شنغهاي، فيما سلطت البحرية الباكستانية الضوء على كيفية تعزيز قدرة السفينة الحربية على الدفاع البحري وقدرات الردع في البلاد.
ودشنت أول سفينة حربية من أربع سفن حربية من نوع Type-054 - Class Frigate التي بنتها الصين لباكستان في أغسطس من العام الماضي.
نشرت البحرية الباكستانية في اليوم التالي للاحتفال تغريدة تقول فيها: "منصة متقدمة تقنياً مزودة بأحدث الأسلحة السطحية والجوفية، مضادة للطائرات مع نظام إدارة القتال وأجهزة الاستشعار، لتعزيز القدرات القتالية والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيط الهندي".
في إسطنبول، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسفير باكستان لدى تركيا محمد سيروس سجاد قاضي، مشروع طرادات فئة MILGEM.
ووقعت باكستان عقداً لأربعة طرادات من فئة MILGEM بنقل متزامن للتكنولوجيا مع شركة ASFAT Inc، شركة الدفاع التركية المملوكة للدولة في عام 2018.
ويستلزم لنقل التكنولوجيا التركية بناء طرادين في حوض بناء السفن البحري في إسطنبول، واثنان آخران في حوض بناء السفن في كراتشي والأعمال الهندسية، بالتعاون مع (KS&EW)، الشركة العسكرية الباكستانية المملوكة للدولة.
سلط أردوغان الضوء على العلاقة العميقة الجذور بين "الدولتين المتحالفتين استراتيجياً"، وشدد على التعاون الدفاعي لبناء سفن حربية من طراز MILGEM، باعتباره علامة بارزة في العلاقات الدفاعية بين باكستان وتركيا.
ستكون طرادات فئة MILGEM عبارة عن منصات مجهزة بأسلحة حديثة سطحية، وعميقة تحت سطح الماء، ومضادة للهواء، وأجهزة استشعار مدمجة من خلال نظام إدارة القتال المركزي للشبكة.
وقالت البحرية الباكستانية إن هذه السفن ستزيد من "تأثيرها الحركي" وستسهم بشكل كبير في الحفاظ على السلام والاستقرار و "توازن القوى" في منطقة المحيط الهندي.
ويقوم كبار ضباط البحرية الباكستانية بزيارات منتظمة لأنقرة وبكين، تماماً كالسفن الباكستانية التي تزور موانئ الدولتين بشكل منتظم.
في يناير الماضي، زار الأدميرال محمد أمجد خان نيازي، الذي تولى قيادة البحرية الباكستانية في أكتوبر 2020، مقر الأسطول التركي في قاعدة جولجوك البحرية، وأحواض بناء السفن البحرية في إسطنبول، وأطلع على الوضع الحالي للبناء الجاري للمرحلة الأولى لمشروع طرادات من طراز "جناح".
خلال زيارة الأدميرال نيازي، منحه قائد القوات البحرية التركية الأدميراك عدنان أوزبال، "وسام الاستحقاق للقوات المسلحة التركية"، كما زار أيضاً رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير.
زارت السفينة البحرية الباكستانية الجديدة من طراز دامن OPV 1900 المسمى "بي إن إس تبوك"، ميناء أكساز التركي في طريق عودتها من رومانيا إلى باكستان، وعند مغادرتها الميناء شاركت "تبوك" في دورية مع سفن البحرية التركية.
وناقش قائد السفينة، في لقاء مع قائد قاعدة أكساز البحرية، الأدميرال الأول كورتولوس سيفينك، "الأمور ذات الاهتمام المشترك"، بما في ذلك إقليم كشمير "المتنازع عليه بين الهند وباكستان". ومناقشة قضية إقليم كشمير لتعزيز "العلاقات الأخوية" بين البلدين أمر طبيعي بالنسبة لباكستان وتركيا.
وفي اكتوبر 2020، زارت السفينة البحرية الباكستانية "ذو الفقار"، بمرافقة طائرة هليكوبتر، ميناء أكساز ، للمشاركة في مناورة "مافيا بالينا، أو الحوت الأزرق" 2020 متعددة الجنسيات لمكافحة الغواصات بقيادة تركيا. وخلال الزيارة، دعا قائد السفينة كبار المسؤولين البحريين والشخصيات، بما في ذلك سيفينك، وضابط العلم قائد قاعدة أكساز البحرية لمناقشة قضية كشمير.
في مارس 2020، زارت سفينة أخرى تابعة للبحرية الباكستانية "يرموك"، وهي أول سفينة دشنت في ميناء كونستانتا الروماني، ميناء جولجوك خلال رحلتها للعودة "لتطوير إمكانية التشغيل البيني" مع البحرية التركية. وناقش قائد سفينة اليرموك، مع السلطات المهمة في البحرية التركية، قضية إقليم كشمير.
في الوقت نفسه، تواصل الصين تعزيز البحرية الباكستانية، وتعزيز قدرتها بأصول جديدة وتدريبات بحرية مشتركة صينية - باكستانية.
وكتب العميد البحري رانجيت بي راي، مدير العمليات والاستخبارات البحرية السابق، في المجلة الفصلية "مراجعات الدفاعات العسكرية الهندية" العام الماضي "تقوم البحرية الباكستانية بزيادة قوة مشاة البحرية التابعة لها، التي تعمل الآن من ميناء جوادار "ميناء عميق يقع على بحر العرب في جوادر في مقاطعة بلوشستان في باكستان" لتحويلها إلى قوة بحجم فرقة.
وتمول الصين قوات المارينز التي تدافع عن المصالح الصينية في جوادر، ومن المقرر أن تنمو البحرية التابعة لمجموعة الخدمة الخاصة البحرية الباكستانية (SSGN) التي دُربت في الأصل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح قوة بحجم لواء بحلول عام 2023.
تعمل الصين على تمكين باكستان من إنشاء قدرة حرب ممكّنة بالشبكة لتغذية الأقمار الإصطناعية لمراقبة منطقة المحيط الهندي مثل البحرية الهندية التي توظف أجهزة الرادار "Centrix" المقدمة من البحرية الأمريكية"
في غضون ذلك، تراقب الهند وإدارة جو بايدن الجديدة في واشنطن عن كثب، وقائع تمرين أمان 2021 في منطقة المياه في ميناء كراتشي الباكستاني " تمرين أمان مناورة بحرية نصف سنوية، تشارك عدد من الدول كتركيا والولايات المتحدة وروسيا والصين مع البحرية الباكستانية في مناورات تمرين أمان".
إلى جانب الصين وتركيا، أكدت البحرية الروسية مشاركة أسطولها في البحر الأسود، بما في ذلك فرقاطة وسفينة دورية وقاطرة إنقاذ ووحدة مشاة البحرية وفرقة لإزالة الألغام ومروحية بحرية، للمشاركة في التمرين.
-----------------------------------
عن موقع "إنديا تايمز"