فرماجو ورئيس مخابراته يحاربان صوماليلاند بالدولارات المزيفة
من المحتمل ألا يكون الهدف من تدفق الدولارات الأمريكية المزيفة إلى صوماليلاند مجرد خطة لتحقيق الثراء السريع؛ بل يبدو أنها حرب "المنطقة الرمادية"

ترجمة- "السياق"
أعلن محافظ البنك المركزي في صوماليلاند، علي جامع باقدادي أن تدفق الدولارات المزيفة قد دخل أرض الصومال أولاً من مقديشو ثم عبر إثيوبيا، وفي بيان عام، طمأن سكان صوماليلاند والمستثمرين بأن أولويته القصوى ستكون منع دخول الأوراق النقدية المزيفة من أجل الدفاع عن اقتصاد البلاد.
ومن المحتمل ألا يكون الهدف من تدفق الدولارات الأمريكية المزيفة إلى صوماليلاند مجرد خطة لتحقيق الثراء السريع؛ بل يبدو أنها حرب "المنطقة الرمادية"، أي بمعنى إنه عدوان تشنه دولة على دولة أخرى بهدف الحصول على انتصار دون الدخول معها بحرب.
ويتوافق ذلك مع الاستراتيجية العامة للرئيس الصومالي (المنتهية ولايته) محمد عبد الله فرماجو، ونظراً لفشل إدارته سياسيا واقتصاديا وتدهور الوضع الأمني في الصومال، يسعى إلى تشتيت انتباه ناخبيه بالشعارات القومية.
وبدلاً من السعي إلى تحقيق الأمن والأمان والديمقراطية للصومال كما هو الحال في صوماليلاند، فقد عمل فارماجو على تقويض نجاح صوماليلاند، وشجع فارماجو وفهد ياسين رئيس مخابراته ومراقب تمويله عبد الولي جاس، أكثر رؤساء بونتلاند معاداةً لصوماليلاند، على إثارة صراع حدودي مع صوماليلاند من أجل حشد الصوماليين حول رايته القومية، وقام بتحويل ملايين الدولارات من أموال المساعدات والتنمية لصالح تمويل جيشه لإثارة المشاعر المعادية لصوماليلاند من خلال الإنترنت وفي الصحافة الصومالية.
قد لا تكون صوماليلاند غنية، لكن إدارتها للموارد الشحيحة والمحافظة المالية يمكّنان الأعمال التجارية من الازدهار مقارنة بجيرانها، كما أن نجاحها المالي له تداعيات على الأمن القومي: فقد أدى الدعم المحلي لمطالب بونتلاند في منطقتي سول وساناغ إلى نزيف بعد أن تسببت الطباعة غير المقيدة للشلن الصومالي في انخفاض قيمة العملة الصومالية بينما ظلت صوماليلاند مستقرة.
مع ذلك، فإن نجاح صوماليلاند لا يعتبر مستقراً، بسبب عدم الاعتراف الدولي الذي يعيق التمويل والاستثمار الدوليين، وميزانية صوماليلاند الصغيرة ونقص الاحتياطيات الأجنبية، ما يحد من قدرتها على المناورة لدعم عملتها عندما تتعرض للاعتداء.
قد يعتقد فارماجو وفهد ياسين أنهما أذكياء بعد هجومهما الأخير على صوماليلاند، ومع ذلك، فهما مخطئان، إذا توصل الدبلوماسيون الأجانب وأجهزة المخابرات إلى أن إدارتهما كانت وراء الدولارات المزيفة، فهم لا يخاطرون بتعريض أنفسهم للغضب الأمريكي فحسب، بل يضعون الصومال في نفس فئة كوريا الشمالية وإيران وحزب الله.
بينما احتفل فارماجو والمسؤولون الدوليون بالإعفاء من الديون وقدرة الصومال على الحصول على قروض جديدة، فإن المشاركة الصومالية في أحدث مخطط للتزوير قد يؤدي إلى فرض عقوبات على المؤسسات المالية الصومالية والمسؤولين الحكوميين ويخاطر بقدرة مقديشو على الوصول إلى رأس المال الأجنبي.
ولا يختلف سلوك فارماجو عن إيران التي أغرقت العراق بالدولارات المزيفة لضمان نجاح الحملات الانتخابية الخاصة بعملاء طهران، كما زودت إيران وكيلها اللبناني حزب الله بدولارات مزيفة، وتعزيز قدراته لطباعة المزيد من منها.
وهنا أيضاً ربما أخطأ فارماجو وفهد ياسين التقدير، فالولايات المتحدة وأوروبا تستهدف عمليات التزييف التي يقوم بها حزب الله بحذر، لأن الجماعة تستخدم دولاراتها لتمويل الإرهاب، وغالباً ضد أهداف غربية، وقد يعتقد نظام فارماجو أنه شارك في استراتيجية مجانية لمضايقة وتقويض صوماليلاند، لكن إذا أظهرت التحقيقات أن حركة الشباب استخدمت فواتير مزيفة من أجل تمويل الإرهاب ضد أهداف غربية، أو أعضاء بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال مثل كينيا أو أوغندا أو بوروندي، فيمكن أن يجد كل من فارماجو وفهد ياسين نفسيهما شخصيا وبسهولة متهمين بتمويل الإرهاب.
يجب على سكان صوماليلاند أن يُثنوا على علي جامع البقدادي لاستجابته السريعة لمواجهة تدفق الأوراق النقدية المزيفة، وربما يكون قد حمى سلامة اقتصاد صوماليلاند، لكن بالنسبة لمسؤولي وزارة الخزانة في واشنطن ومسؤولي المخابرات في جميع أنحاء العالم، فإن التحقيق في بدايته حاليا، وإذا كان فارماجو متورطًا على أي حال، فقد يجد مشاكله السياسية الأخيرة مجرد قمة جبل الجليد.
-----
عن موقع صوماليلاند كرونوكيل